الجمعة، يونيو 03، 2011

وقفة تأمل !

تأمل في قول الحق تبارك وتعالى : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) [الأعراف : 199]، وأدب الرسول - صلى الله عليه وسلم – مع ذي الخلق السيء ؛ فقد روت عن عائشة - رضي الله عنها - أن رجلا استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " ائذنوا له فبئس أخو العشيرة " ، فلما جلس تطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجهه وانبسط إليه . فلما انطلق الرجل قالت عائشة : يا رسول الله ! قلت له : كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " متى عهدتني فحاشا ؟ إن شر الناس منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره " وفي رواية : " اتقاء فحشه "
أقول تأمل في ذلك وسيتبين لك أنك لن تستطيع أن تتعامل مع الناس إذا لم تنظر إليهم بحسب الحال الذي هم فيه ، والواقع الذي هم عليه .
مشكلتنا أننا في كثير من الأحيان لا ننطلق في تعاملنا مع من حولنا من الواقع ، وإنما من المفروض - أي : المفروض أن يكون كذا ، والمفروض ألا يكون كذا – ولذلك نخسر كثيرا من الناس بالبعد عنهم ، ويخسر الناس نصحنا وتوجيهنا .
مع أن بعدنا عن الناس بحجة أنهم ليسوا على الحال الذي نريد فيه تزكية للنفس ، ورفع لمقامها ، وهذه بحد ذاته سبيل من سبل المهالك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق