الخميس، أكتوبر 06، 2011

إني أبحث عن الحب !

السكن في القلب كالسكن في الأرض :
ـ فمن نزل أرضا ليسكنها حتى غدا له فيها جذور متجذرة ، وأصول متأصلة ، وآمال مؤملة ، وذكريات مسطرة ، فسيصبر على لأوائها وشدتها ، وتقلب أحوالها ، وسيعمل على إصلاحها والحفاظ عليها ، وسيتشبث بالبقاء فيها ، ولن يدعها ليرتحل إلى غيرها طلبا لفضلها إلا اضطرارا لا اختيارا ، وسيبقى حنينه إلى أرضه الأولى ووطنه القديم .
ــ أما مَنْ نزل أرضا لخصبها ، أو حاجة مؤقتة فيها ، فإنه سيخرج منها متى ما انتهى خصبها ، أو قضى حاجته منها ، ولن يبقى لها في قلبه ذكريات ولا حنين ، بل هي بالنسبة له محطة من محطات سفره ، وسيره المعتاد في هذه الحياة الدنيا.
وكذلك النازلون في القلوب :
•فمنهم من ينزل قلبا ليستوطنه ، ويستقر في أحشائه ، لا يخرجه من سويدائه خارج ، ولا يرضى عنه بديلا .
ولذلك سيهتم بذلك القلب ويراعيه ، ويجيبه إلى ما يريده منه ويرتجيه .
وسيصبر على شدة الإقامة ، وتقلب أحوالها .
•ومنهم من ينزل نزولا مؤقتا ليتسلى بنزوله ، وما إن تنشط نفسه للرحيل ، أو يمل من النزول حتى يرحل ؛ ليبحث عن مرتعٍ آخر يرتع فيه إلى أجل .
ولذلك فإن على أصحاب القلوب أن يرتادوا لقلوبهم ، وألا يسمحوا بأن ينزل فيها كل طارق ، ولا أن يستقر فيها كل طالب ، وألا يسلموا مفاتيح قلوبهم لكل راغب في النزول ؛ فإن التحري عن نزلاء القلوب وساكنيها أحق من التحري عن نزلاء الدور ومستأجريها
أليس كذلك ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق