الجمعة، يناير 06، 2012

السعادة والشقاء

السعادة والشقاء مترتبتان شرعا وقدرا على الهدى والضلال ، والإيمان والكفر ، والاستقامة والانحراف .  
فالسعادة الحقيقية لا ينالها ، ولا يذوق طعمها إلا من اهتدى ، والتزم طريق الاستقامة . قال تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) [طه : 82] ، وقال : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [الأحقاف : 13] أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأحقاف : 14] .
ولذلك جاءت نصوص الوحي آمرة بسلوك الطريق المستقيم والاستقامة عليه . قال تعالى : (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام : 153] وقال : (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) وقال : (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [هود : 112]  ، وقال : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ )[فصلت : 6] . وقال عليه السلام في الحديث الصحيح: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض»  
والطريق المستقيم هو : المتابعة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم .  
إن من خصائص الاستقامة على طريق الهدى : انشراح الصدر ، وامتلاء القلب بمحبة الله وإجلاله وتعظيمه والأنس به ، وامتلاءه بالخوف والرجاء ، والرغبة والرهبة ، والتفاتته إلى الله ومراقبته له عند الخطوات والخطرات،والخلوات والجلوات.  وعند ذلك فلن يشقى ذلك القلب ولن يتعب ولن ينصب . إن قلبا امتلأ بحب الله ورُزِق مراقبة الله فلن يرتاح إلا بطاعة الله وسيندم عند معصيته وسيسارع إلى التوبة إلى الله سبحانه. 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن عبدا أذنب ذنبا فقال : رب أذنبت فاغفره فقال ربه أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا فقال : رب أذنبت ذنبا فاغفره فقال ربه : أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا قال : رب أذنبت ذنبا آخر فاغفر لي فقال : أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي فليفعل ما شاء "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق