سألني بعض الطلبة الذين أدرسهم " مادة الأمن الفكري " عن موقفنا عما شجر بين الصحابة رضوان الله عليهم من خلاف وقتال .
فأجبت قائلا : إن من الواجب علينا حينما نتكلم عن الصحابة رضي الله عنهم أن نراعي الأمور التالية :
1. أنهم بشر كان هدفهم الوصول إلى الحق ، وهم مأجورون فيما اجتهدوا فيه
على كل حال ؛ فمنهم من حصَّل الأجر ، ومنهم من حصَّل الأجرين .
2. أن الصحابة كلهم عدول ، وأنهم كلهم من أهل الجنة بإجماع أهل السنة والجماعة ؛ سواء منهم من شارك في معركة الجمل أو معركة صفين .
3. أن علينا أن نحفظ لهؤلاء القوم حرمتهم ، وأن لا ننسى فضلهم ، وسابقتهم في الإسلام ، وحفظهم لدين الله .
4. أن لا ننصب أنفسنا حكاما للفصل فيما حصل بينهم ؛ والحكم على مواقفهم ،
فنصوب قوما ونخطئ آخرين ، ونثني على بعضهم ، ونقدح في البعض الآخر ،
فلسنا في مقام الفصل ، ولم يلزمنا ربنا أن نحكم على أفعالهم ، وأن ننحاز
لبعضهم دون بعض ، بل يجب علينا أن نتولى كل صحابة رسول الله صلى الله عليه
وسلم .
5. يجب علينا أن لا نحاكمهم على ما في قلوبنا من الإيمان
واليقين ، وما نعرف من أنفسنا في مواطن الفتن ، وساعات الغضب والضعف ،
فأولئك قوم قد زكى قلوبهم من يعرف السر وأخفى ، وهو سبحانه قد علم بما
سيكون منهم ، وما سيحدث بينهم .
6. يجب علينا أن لا نغفل عن أنه قد حصل
فيما نُقِل إلينا عما حدث بينهم تزييف وتحريف ، وزيادة ونقصان ، فعلى
الإنسان ألا يُصدِّق كل نقل عن ذلك ، وأن لا يتتبع مواقع الريب ، ومواطن
الشك في ذلك ، وأن يتثبت لدينه .
7. ثم ختمت كلامي بسؤال وهو : ما
الفائدة التي ترجع إلينا من الحديث عما شجر بينهم ؟ وهل يزداد إيماننا ؟ و
يزيد حبنا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق