القلب والعقل والهوى !!!

القلب يتمنى ويهوى ، وهو في كل ذلك لا يعترف بالحدود الزمانية والمكانية وسائر القيود التي يمكن أن تحد من انطلاقته في حبه وهواه وأمانيه . القلب حينما يهوى يعمى عن رؤية غير من يحبه ويهواه ويتمناه ، ولذلك فإن القلب لا يصلح أن يكون حكما في تحديد احتياجاتنا ، وقائدا لتحقيق مصالحنا . ولأن القلب يحب الانطلاق ، ولا يؤمن بالقيود على هواه ، وقد يشتغل بما لا يمكن إدراكه ، كان لا بد له من قائد يقوده ، وليس ذلك إلا العقل المدرك لحقائق الأمور وعواقبها ؛لأن العقل واقعي في أحكامه وتصوراته . فهو لا يشتغل بتصور المستحيلات ، ولا يقدم إلا على الممكنات ؛ لأن الاشتغال بما لا يستطيع الإنسان تحقيقه ضياع للجهد والوقت والعمر .