حب البقاء أمر فطري مغروس في النفس الإنسانية ، وهو ما يحمل الإنسان على ركوب لجج المخاطر للحصول على أسباب البقاء ، ودفع أسباب فواته .
وذلك الأمر الفطري يستدعي التعاون على المحافظة عليه من جميع أفراد المجتمع ، فإذا ما غامر بعض الأفراد أو المجموعات بارتكاب ما يعود على المجتمع بالضرر ، وذهاب أسباب الأمن والبقاء ، فإن من والواجب على بقية أفراد المجتمع الوقوف في وجه أولئك الخارجين على مقتضيات مصلحة الجماعة ، والأخذ على أيديهم .
وبهذا يحافظ المجتمع على وجوده ، ويتحقق له الأمن والاستقرار .
إن هذا الأمر يفرض على المتولين للأمور العامة اليقظة التامة ، وسلوك طرق السلامة ، والاستعانة بأهل الصلاح ، ومشاورة الحكماء في الأمور العامة ، وعدم الاستبداد بها ، وإبعاد أهل الفساد والانحراف عن تولي أمر الناس .
فإن لم يفعلوا ذلك فقد خانوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وضيعوا المسؤولية التي كلفهم الله إياها ، وعرضوا مصلحة الجماعة للضياع ، والمجتمع للتفكك والتشرذم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق