الجمعة، مايو 06، 2011

لكي تكون إيجابيا !

الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان لا يتم إيمان العبد إلا به : ومعنى الإيمان بالقدر الاعتقاد الجازم بأنه لا يكون شيء إلا بإرادة الله ، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره .
ولكن عقيدة الإيمان بالقدر ليست عقيدة سلبية تدعو إلى القعود عن العمل والتواني عن المبادرة والمسارعة إلى الخير ، وانتظار حصول ما قدره الله للعبد من الخير أو الشر ، والضر أو النفع ، بل هي عقيدة إيجابية ، تستدعي العمل ، وتقتضي السعي ، وتوجب بذل السباب .
إن الإيمان بالقدر يدعونا إلى العمل . روى البخاري عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَيُعْرَفُ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ؟ قَالَ:« نَعَمْ » . قَالَ : فَلِمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ ؟ قَالَ : « كُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا خُلِقَ لَهُ - أَوْ لِمَا يُسِّرَ لَهُ - »
ومع العمل فعلى الإنسان أن يتوكل على الله ويستعين به في حصول مرغوبه ، والسلامة من مرهوبه ، وأن يبذل الأسباب المادية والمعنوية التي يُتوصل بها إلى المطلوب ، ويسلم من المرهوب ، وأن يحسن الظن بربه . عن أنس بن مالك أن رجلا قال : يا رسول الله ! أعقلها وأتوكل ، أو أطلقها وأتوكل ؟ قال : اعقلها وتوكل"
ثم بعد ذلك عليه بالتسليم بما يترتب على سعيه ، سواء حصل له ما أراد أو لم يحصل ؟ فلا يحزن على شيء فات ، ولا يفرح بما نال ؛ لأن التقدير من قبل الله تعالى؛ فإن تعسر شيء فبتقديره، وإن اتفق شيء فبتيسيره. قال تعالى : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [22] لكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد : 23]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق