الأربعاء، فبراير 22، 2012

لماذا الآن ؟

لماذا الآن هذه الهجمة الشرسة على المبعوث رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا تنطلق من بلدي المملكة العربية السعودية ؟! سؤال يحق على العقلاء في بلدي أن يطرحوه .
بلدي شريعتها الإسلام ، ودستورها الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، وبها قبلة المسلمين ، وهي منطلق الرسالة ومأرز الإيمان ، كل هذه الخصائص يمتاز بها بلدي عما سواه من البلدان ومع هذا يخرج منها أغيلمة سفهاء يستهزئون بأقدس شخصية ، وأعظم شخصية ، وأحب إنسان إلى الأمة الإسلامية
وقد تزامن مع هذه الحملة ذلك الفساد الذي انبعثت رائحته من مهرجان الجنادرية ، وكل ذلك يكون في بلد الإسلام ، وينتشر في أصقاع المعمورة في وقت واحد ، بل ويظهر في الوقت الذي يعيش فيه جزء من وطننا فتنة طائفية يقوم بها أناس مأجورون خدمة لأهداف أطراف دولية ،بل وفي وقت يعيش فيه بعض بلاد المسلمين أحداثا مأساوية ، وتحولات تاريخية ، ومطالبات بالعودة إلى ثوابت الأمة ومكونات أصالتها ، والتخلص من الأنظمة الموالية لأعداء الأمة ، تلك الأنظمة التي رهنت مقدرات الأمة لنزواتها وشهواتها ، وعملت على سلب الأمة هويتها ،فهل يعني اختيار هذا التوقيت لشن هذه الحملة على خير البرية إظهار الدولة بمظهر المحارب لله ورسوله صلى الله عليه سلم ودينه من أجل إيغار صدور مواطنيها ودفعهم للخروج عليها وتقويض بنيانها ، وتأليب الرأي الإسلامي عليها ، وإحداث الفتنة بين مكونات المجتمع ليسهل على هذه الشرذمة تفتيت وحدتهم والوصول إلى غاياتهم؟!
ومعنى هذا أن هؤلاء الأغيلمة لا يعدو أمرهم أن يكونوا حميرا لغيرهم، مركوبين لأطراف أخرى لا تريد الخير بالبلاد والعباد . وهي أطراف لم تعد خافية ، وأهدافها معلنة . 
فهل من يقظة تجتث الفتنة من جذورها ، وتعيد الأمور إلى أصولها ، ونرفع راية الحق وتزهق الباطل ؟أم أننا سنبقى نداري ونماري ونتتبع الرخص ونقدم حسن النية ونترك الغربان تنعب بيننا ، والكلاب تنهش أعراضنا،والذئاب تفترس ثوابتنا ، وتقطع أوصالنا وكأننا أمة لا روح بها ، ولا غيرة عندها ، ولا ثوابت لها ، ولا عزيز عليها؟! وهل سنبقى نراعي من لا يألوننا خبالا ، ولا يريدون بنا خيرا ، ولا يحفظون لنا حرمة ، ولا يرعون فينا إلا ولا ذمة ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق