الاثنين، فبراير 06، 2012

التطاول على ذات الله تبارك وتعالى ، وذات رسوله صلى الله عليه

سؤال : هل في التطاول على ذات الله تبارك وتعالى ، وذات رسوله صلى الله عليه من بعض سفهائنا خير ؟!
أولا : وقبل الجواب على هذا السؤال أقول : 
والله إننا – نحن المسلمين – قد أوذينا أشد الأذى من ذلك الفعل ، ولكن ما يخفف من شدة الألم ، ويبعث في قلوبنا الراحة والاطمئنان يقيننا في أن هذا القائل وغيره لن يضروا الله شيئا ، وأن شرف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يثلمه ، ولا يُنْقِصُه عبث العابثين ، ونزق الجاهلين ؛ لأنه محفوظ بحفظ الله له تعالى .
ومع ذلك فإننا نطالب من ولاة الأمر ، وجهات الاختصاص أن ينال هذا الجاهل جزاءه الذي يستحقه بشرع الله تعالى .
ثانيا : وللجواب على السؤال أقول : أن قول ذلك القائل ما كان إلا بقدر الله سبحانه وتعالى ، وليس في قدر الله شر محض – يعنى : الذي عدمه خير من وجوده - ؛ لأن الله أوجد خلقه بحكمة بالغة ، وإنما هو شر بالنسبة إلى المخلوقين ؛ كما نص على ذلك أهل العلم ؛ كالنووي وغيره ؛ لما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وفيه " وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِى يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ». 
ونحن حينما ننظر إلى ما أحدثه قول ذلك القائل من أثر نجد أن ذلك لم يكن شرا محضا . وذلك لما يلي :
1. أنه قد استبان للناس حقيقة التنويرين والمثقفين الذين علت أصواتهم في هذا الزمان متلبسين بالدعوة إلى الانفتاح على العالم المتحضر ، والاستفادة منهم ، ونبذ التزمت والتشدد والانغلاق زعموا !
2. انكشاف حقيقة دعوة هؤلاء التنويرين والليبراليين ،التي ظاهرها الدعوة إلى الحرية وباطنها الكفر البواح ؛ فقد استبان بهذا النزق والتطاول على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، حقيقة الدعوة إلى حرية الفكر التي يريدون ويدعون إليها .
3. تمايز الصفوف ، ووضوح الرايات . فقد عرفنا من وقف مع هذا التطاول ومن تصدى له ، ومن هب غيرة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن مات قلبه ، وعُرِف أصحاب المواقف وأصحاب الدعايات والشعارات .
4. ومن فوائد هذه الفتنة ، بعث الهمم إلى طلب العلم الشرعي ، ومعرفة السنن ، وطريق الضالين وطريق أهل الهدى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق