الخميس، مارس 08، 2012

القلم الناصح

القلم الناصح كمِبْضع الجراح ، قد يؤلم ولكنَّ إحداث الألم ليس قصدا له ، بل القصد إصلاح الحال ، وإقامة الاعوجاج ، وتقويم الخلل .
إننا حينما نظر إلى صورة فعل الطبيب الجراح نجد أنه قد يكون في غاية الشناعة ، ويوحي بالقسوة ؛ فإنه قد يقطع عضوا من جسم المريض ، أو يشق بطنه أو صدره ، وقد يستعمل المنشار لقطع عظم جمجمته ، ويعري سوءته ، ولكن صورة ذلك الفعل البشعة لا تنسينا فضل ذلك الطبيب ، ولا تمنعنا من رفع الأكف بالدعاء له ، والعفو عن بعض أخطائه ، والتجاوز عن هفواته . وذلك لمعرفتنا بأن ذلك الطبيب إنما يهدف إلى نفع المريض ، وكشف علته ، والوصول على علاجها وإراحته من ألآمها .
وكذلك الكاتب الناصح يعري مواطن الخلل، ويكشف سوءات الواقع ، ويُبرزُ سلبياتٍ مخفيةً ، وأحوالا مزريةً ، وقد يتضرر من فعله بعض أصحاب الشأن ، ولكنَّ ذلك إنما يكون بقصد إصلاح الخلل ، وتسديد الجهد ، وتكميل النقص ، ونفع العباد ، والتعاون على عمارة الأرض على نهج السداد .
ولذلك فإن من الواجب مراعاة الأهداف النبيلة ، والغايات المحمودة لأصحاب الأقلام الناصحة عند وقوعهم في الهفوات ، وحصول الأخطاء منهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق