الأربعاء، مارس 30، 2011

المواجهة مع الذات


حينما تقول قولا ، أو تفعل فعلا ، يُلحِقُ أذىً بغيرك ، أو يُدخِلُ عليه نقصا في دينه ، أو طعنا في عرضه ، أو يُعرِضُه لتحمل تبعاتٍ ومسؤولياتٍ لا قبل له بها ، أو هو برئ من مباشرة أسبابها ، ولكنه لا يملك دليلا يبرئه ، ولا حجة تنقض قولك ، وتدفع أذى فعلك ، ثم تجدُ الأنظارَ إليك قد توجهت ، والناسَ عليك قد أقبلت لتستفهم منك عن حقيقة الأمر ، وتستجلي الواقع ، فستجد نفسك بين خيارين :
1.إما أن تستمر على دعواك ، وتؤكدها بالأيمان الكاذبة ؛ مستغلا ضعف موقف الطرف الآخر .
2.وإما أن تعترف بالحقيقة ، وتشهد على نفسك بالكذب ، وتبرئ خصمك مما وصفته به .
في الحال الأولى موقفك صعب جدا لأنك :
• تبارز الله بالمعصية : لأنك كذبت أولا  ، واستمريت عليه ثانيا ، وحلفت يمينا غموسا ثالثا ، وقبل ذلك وبعده تسوَّرتَ حرمات إنسان مسلم فرميته بما هو برئ منه .
• ولأن صراعك في الواقع هو صراع مع ذاتك ، فأنت تعلم بأنك تزور الحقيقة ، وتعرف أنك ظالم لنفسك ولغيرك ، ومهما استطعت أن تخفي الحقيقة عن الناس فإنك لن تستطيع أن تخفيها عن نفسك .
وفي الحال الثانية : موقفك صعب ؛ لأنك ستعرض عرضك للطعن ، ومكانتك للانتقاص ، و ستخسر كثيرا ممن حولك ، ولكنك ستكسب رضا الله والسلامة من عقابه ، وتبرئ ذمتك من الظلم ، وتُعيد الحق على نصابه.
فأيَّ الموقفين أرشد ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق