الاثنين، فبراير 20، 2012

ردا على الملبسين ( 2) !!

نُشِر على الرابط أعلاه شريط فيديو بعنوان " بين أبي حنيفة و حمزة كشغري " للدفاع عن حمزة كشغري ، وجاء فيه ما أورده الإمام عبد الله ابن أحمد عن أبي حنيفة أنه قال : « لو أدركني النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أدركته لأخذ بكثير مني ومن قولي وهل الدين إلا الرأي »
____________

وللرد على هذا الكلام أقول :
---------------------------
أولا : أن الحجة في نصوص الوحي وليس في أقوال الرجال مهما علت منزلتهم في العلم .
ثانيا : لا يشك عاقل في أن إيراد هذا الكلام لبيان أن حمزة كشغري مسبوق بقول العبارات الأدبية التي قد يدل ظاهرها على ما لم يرده قائلها ، هو من باب اللدد في الخصومة ،وخروج بالنقاش عن موضوعه . وهو دليل على أن فاعل ذلك لا يريد الحق .
ثالثا : أن هذا الكلام لا يمكن أن يصح عن أبي حنيفة وذلك لأمور ؛ منها :
1 - أن أبا حنيفة من أئمة الإسلام ، وقد صح عنه أنه قال : " لعن الله من يخالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، به أكرمنا الله ، وبه استنقذنا." وقال : " إذا صح الحديث فهو مذهبي" ، فهل يصح عقلا أن يصدر ذلك القول القبيح من هذا الإمام ؟!.
2 - أنه لو صدر ذلك الكلام من أبي حنيفة لانتقده أئمة الإسلام وردوا عليه وفندوا قوله . قال عبد الله بن داود : كان بالكوفة علي والحسن ابنا صالح بن حي وهما من الورع بالمكان الذي لم يكن مثله وأبو حنيفة يفتي بحضرتهما "
3 - أن أبا حنيفة رجل محسود ، ولا يبعد أن يقول عنه حاسدوه ما لم يقله من باب التشنيع . قال الفضل بن موسى السيناني : إن أبا حنيفة جاءهم بما يعقلونه وبما لا يعقلونه من العلم ، ولم يترك لهم شيئا ، فحسدوه." وقال ابن عبد البر : " كان محسودا لفهمه "
قيل لنعيم بن حماد ما أشد ازراءهم على أبي حنيفة ، فقال : إنما يُنْقَم على أبي حنيفة ما حدثنا عنه أبو عصمة قال : سمعت أبا حنيفة يقول : ما جاءنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلناه على الرأس والعينين ، وما جاءنا عن أصحابه رحمهم الله اخترنا منه ولم نخرج عن قولهم ، وما جاءنا عن التابعين فهم رجال ونحن رجال وأما غير ذلك فلا تسمع التشنيع "
4 - أن علماء قد الإسلام أثنوا على أبي حنيفة . 
قال يزيد بن هارون: ما رأيت أورع ولا أعقل من أبي حنيفة. وقال عيسى بن يونس : لا تتكلمن في أبي حنيفة بسوء ، ولا تصدقن أحدا يسيء القول فيه ، فإني والله ما رأيت أفضل منه ، ولا أورع منه ، ولا أفقه منه."
وقال الذهبي في ( العبر ) : " كان من أذكياء بني آدم، جمع الفقه والعبادة والورع والسخاء. وكان لا يقبل جوائز الدولة بن ينفق ويؤثر من كسبه. " أ – هـ بتصرف 
وقال في " طبقات الحفاظ " : " أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي الكوفي فقيه أهل العراق وإمام أصحاب الرأي .
قال ابن معين: كان ثقة لا يحدث من الحديث إلا بما يحفظه ولا يحدث بما لا يحفظه.
وقال ابن المبارك: ما رأيت في الفقه مثله.
وقال مكي بن إبراهيم: كان أعلم أهل زمانه وما رأيت في الكوفيين أورع منه.
وقال الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.
وسئل يزيد بن هارون: أيما أفقه أبو حنيفة أو سفيان؟ فقال: سفيان أحفظ للحديث وأبو حنيفة أفقه.
وأكره أبو حنيفة على القضاء فأبى أن يكون قاضيا وكان يحيى الليل صلاةً ودعاءً وتضرعاً." أ – هـ بتصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق