الأحد، فبراير 12، 2012

هذه مكانتك ووظيفتك !


من خصائص العقيدة الإسلامية أنها تحدد مركز الإنسان في الكون ووظيفته .
فالإنسان في ميزان عقيدة الطائفة المنصورة ؛ عقيدة أهل السنة والجماعة ، مخلوق ؛ خلقه الله بيده تكريما له ليقوم بعبادة خالقه وعمارة الأرض كما أراد الله سبحانه وتعالى .
ولذلك فإن واجب الإنسان هو الاستسلام المطلق لأمر الله وشرعه ؛ سواء أكان ذلك فيما يتعلق بالعبادة ، أو بعمارة الأرض .
فليس من حق الإنسان أن يقف موقف المعترض على أمر الله وخلقه . فليس له إلا أن يمتثل قول المولى تبارك وتعالى : (فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)
ليس من حق الإنسان أن يسأل لماذا فعل الله هذا أو لماذا لم يفعل هكذا ؟ لماذا يرفع قوما لا يستحقون الرفع ويضع من هم أكرم وأعز؟ لماذا يعطي قوما ويمنع آخرين ؟ لماذا لا ينصر قوما ويهزم آخرين ؟
إن هذه الأسئلة تتنافى مع مقام العبودية والاستسلام ، ويضع الإنسان بها نفسه في مقام الرقيب على خلق الله وأمره ، ومحاكمته على إرادته وخلقه وشرعه . 
إن هذه المنزلة التي يضع الإنسان نفسه فيها ، ويرفع مقامه إليها ، لا تمثل فسقا وخروجا على أمر الله فحسب ، بل إنها لتضر الإنسان في الحال والمآل . وتنقله من حال الاستسلام والاطمئنان إلى حال الشك والاضطراب والقلق والعذاب النفسي ، والعصيان ، والخروج عن مقتضى الفطرة والإيمان بالله خالقا آمرا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق