الأحد، أغسطس 30، 2009

لقد اطلعت على ملف ( التعايش السلمي ) المنشور على صفحات ملحق الرسالة المنشور في يوم الجمعة 25/5/1429هـ ، وقد تضمن تحقيقات وحوارات مع ثلة من أهل العلم كشفت عن مفهوم الحوار وأهميته وموقف الإسلام منه ، وقد أحببت أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع ، فأقول . إن الإسلام هو الدين الحق الذي رضيه الله وأكمله وأتم به على عباده النعمة ، ومع ذلك فإن كثيرا من الناس أبى الدخول فيه ،وامتنع عن الإيمان به ، والانقياد لأحكامه ، ووقف موقف الرافض له الصاد عنه . ولئن كنا نعتقد صحة ديننا وبطلان ما عداه ، فإن من لا يدين ديننا ، ولا يذهب مذهبنا كذلك ؛ فإنهم يرون صحة ما هم عليه من الدين وبطلان ما عداه . ولذا كان من الواجب على أهل الإسلام أن يقوموا بعرض دينهم على المخالفين ، وبيان ما هم عليه من الحق ؛ حتى يتبين للناس حقيقة الإسلام ، وتتضح صورته لمن يجهلها . وإن من لازم التكليف بالدعوة إلى الإسلام ألا ينعزل المسلمون عن العالم ، بل عليهم أن يكونوا على علم بأحوال المخالفين ، و أن يتعاملوا معهم في أمور الدنيا على أساس العدل في الحكم ، والقسط في المعاملة . إن المخالفين لدين الله المفارقين له ليسوا كلهم على درجة واحدة في موقفهم من الإسلام ، ولا يجمعهم سبب واحد في امتناعهم عن الدخول فيه. وهذا أمر يجب على أهل الإسلام أن يفهموه ، وان يتخذوا منه فرصة لتبليغ رسالة الإسلام ، ومدخلا للتخفيف من العداوة للمسلمين . لقد سلك الصادون عن دين الله ، المغالون في العداوة لأهله سبلا شتى ، واستعملوا وسائل متعددة من أجل تقليص مساحة انتشار الإسلام ، والتقليل من أتباعه وإيذائهم . والغلو في الصد عن الإسلام ، والمكر بأهله ، قابله غلو من بعض المسلمين في الموقف من غير المسلمين من غير التفات إلى اختلاف مواقفهم من الإسلام . ولقد ترتب على موقف أهل الغلو من الطرفين ضرر كبير وعنت ومشقة لحقت بالمسلمين ، فسالت دماء ، وانتهكت أعراض ، وأتلفت ممتلكات ،ونهبت خيرات ، ونزل العدو بأرض المسلمين محتلا ، وتقلصت جهود الدعوة إلى الله ، وأصبح الإسلام وأهله محل استهزاء من بعض المخالفين الذين قاموا بحملة تشويه لهذا الدين ، وقدموه للناس بصورة مشوهة لا تنتسب إلى الدين الإسلامي الحق بنسب ، مما ترتب عليه فهم خاطئ للإسلام وأهله من قبل كثير من المخالفين . ولا ننكر أنه نزل ببعض المخالفين للإسلام ضرر ومشقة أيضا ، ولكن بسبب سبقهم في المجال العلمي والتقني ، وتفاوت القدرات العسكرية بينهم وبين المسلمين كان ما لحق بالمسلمين من الضرر أكبر ، وما أدركهم من المشقة أفدح ، وما أصابهم من الخسارة أعظم . ومع ذلك فإن على العقلاء من الطرفين اليوم واجب عظيم ، عليهم أن يقوموا به من أجل تدارك الموقف ، والتخفيف من غلواء المواقف المتعصبة التي لن تثمر إلا حروبا وفتنا وقلاقل سيلحق ضررها بالجميع . وإن دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى الحوار بين أتباع الأديان يجب أن تفهم في هذا السياق ؛ سياق درء الفتنة عن المجتمع الإنساني ، والعيش بأمن وأمان ؛ بعيدا عن الحروب والفتن ؛ لكي تتفرغ الإنسانية لعملية البناء الحضاري ، والتواصل البناء ، والرقي في مسار المدنية ، وتسخير ما أنعم الله به من خير على الناس لخير البشرية ، ومصلحة الإنسانية . د . إبراهيم بن عبد الله الزهراني diaa45i7@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق