الخميس، نوفمبر 15، 2012

وبهذا يقع الفساد الكبير


قال تعالى : (وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (الأنفال : 73 )
قال ابن عاشور : " والإخبار عنهم بأن بعضهم أولياء بعض القصد منه النهي عن موالاة المسلمين إياهم ، وبقرينة قوله : (إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) أي : إن لا تفعلوا قطع الولاية معهم "
ومعنى قوله تعالى: ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) أي: إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين، وإلا وقعت الفتنة في الناس، وهو التباس الأمر، واختلاط المؤمن بالكافر، فيقع بين الناس فساد منتشر طويل عريض."

حب البقاء !


حب البقاء أمر فطري مغروس في النفس الإنسانية ، وهو ما يحمل الإنسان على ركوب لجج المخاطر للحصول على أسباب البقاء ، ودفع أسباب فواته . 
وذلك الأمر الفطري يستدعي التعاون على المحافظة عليه من جميع أفراد المجتمع ، فإذا ما غامر بعض الأفراد أو المجموعات بارتكاب ما يعود على المجتمع بالضرر ، وذهاب أسباب الأمن والبقاء ، فإن من والواجب على بقية أفراد المجتمع الوقوف في وجه أولئك الخارجين على مقتضيات مصلحة الجماعة ، والأخذ على أيديهم . 
وبهذا يحافظ المجتمع على وجوده ، ويتحقق له الأمن والاستقرار . 
إن هذا الأمر يفرض على المتولين للأمور العامة اليقظة التامة ، وسلوك طرق السلامة ، والاستعانة بأهل الصلاح ، ومشاورة الحكماء في الأمور العامة ، وعدم الاستبداد بها ، وإبعاد أهل الفساد والانحراف عن تولي أمر الناس . 
فإن لم يفعلوا ذلك فقد خانوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وضيعوا المسؤولية التي كلفهم الله إياها ، وعرضوا مصلحة الجماعة للضياع ، والمجتمع للتفكك والتشرذم .

الأربعاء، أبريل 11، 2012

ارعني سمعك !

(1) لا تغتر بمن يصفق لك في حال قوتك ، ولكن ارع سمعك لمن ينبهك ويذكرك بحال ضعفك .
(2) قد يخطئ من لا يريد لك سوءا في نصحك ، وقد يأتي من الأفعال ما يتعدى ضرره بحسن نية ، ولكنه يرى لك عليه حقا ، فعليك بمراعاة حاله ، ولا تسرف في خصومته .
(3) من لم يفقه القرآن وسنة ولد عدنان صلى الله عليه وسلم ، فلن يعرف عدوه الحقيقي .
(4) تهدم جسور التواصل مع من حولك إذا ظننت سوءا بكل من خالفك في الرأي ، وجعلت مخالفته لك دليلا على بغضه لك .

السبت، مارس 31، 2012

الليبراليون لا يغارون !

قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ، فَوَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي . وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ "
الليبراليون يدعون إلى ارتكاب الفواحش ما ظهر منه وما بطن ، ولذلك فهم فاقدوا الغيرة .!!

الخميس، مارس 29، 2012

أفكار مجمَّعة !

1 - من ضعف العقل ، وقلة البصيرة ، أن تتعامل مع من كان ضعيفا بعد قوته بنفس أسلوبك الأول .
2 - الخطأ لا يعني الخطيئة ، ولكن رفع الحرج به لا يعني الإذن بدوامه .
3 - ما يقوم بنفسك عن الأشخاص الذين حولك ، لا يعني بالضرورة أن يكون صادقا ؛ لأن متعلقات الإدارك تقوم بالذات المدرِكة بالأعيان المُدرَكة
4 - من لا يجيد إلا الخصام والعتاب ؛فلن يحصد إلا الوحدة في دارٍ لا تحلو إلا بالألفة ، ولايطاق العيش فيها إلا بالرفقة .
5 - تذكره بالله لتمنعه من سلوك سبيل غواية ، وتحذره من سوء العاقبة في يوم تشخص فيه الأبصار ، فيأتيك جوابه إيغالا في الضلالة ، وإصرارا على المعصية .
6 - لن تصفو حياة المرء، ولن يطيب عيشه ، ولن يذوق حلاوة الراحة والاطمئنان ،ولن يعرف الرضا ما لم يخل قلبه من غلٍ وحسد ، وتتسع أخلاقه لكل أحد ، ويتعامل مع الناس كما يحب أن يعاملوه .

إذا كنت كذلك ، فاسمح لي ...!!

س 1 : هل ترى أن من حقك على جلسائك أن ينصتوا إليك إذا تحدثت ؟ 
س 2 : وهل تطلب منهم ذلك ؟ 
س 3 : وهل يؤلمك ويُغضبك إعراضهم عن الاستماع إليك ؟ 
س 4 : وهل تعتقد أنهم إنما أعرضوا عنك لبغضهم إياك ؟ أو لقلة أدبهم ؟ 
إذا كنت كذلك ، فاسمح لي أن أقول : 
لا تطلب ممن يجلس معك الإنصات إلى حديثك ، ولا تغضب عليهم إن هم لم يفعلوا ذلك دون التفاتٍ منك إلى : 
1) الموضوع الذي تتحدث عنه ، وهل يتفق مع اهتمامات المُتْحَدثِ إليهم أم لا ؟. 
2) نوعية الجالسين معك ؛ ومدى مراعاتك لمستواهم العلمي والثقافي والعمري والاجتماعي . 
3) ظروف الجالسين معك ؛ من حيث الصحة والمرض ، والفراغ والشغل ، ونحو ذلك . 
4) لغة الحديث وأسلوبه ، ومدى تقبل الجالسين له، وفهمهم لكلامك . 
5) مدى اتفاق ما تقوله مع الحقائق الشرعية والعقلية والعلمية 
6) واقعك أنت - أخلاقا وسلوكا - من حيث الالتزام بما تقوله أو مخالفته .

من أي الفريقين أنت ؟!

الناس فريقان :
1) فريق مصلح ؛ وهم المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، العاملون بشريعته .
2)وفريق مفسد؛وهم الذين يسعون في الأرض بما يكرهه الله ، ويعملون فيها بمعاصيه. 
فالأولون قال الله عن أعمالهم : (إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ [الأعراف : 170] 
وقال في الفريق الثاني :(إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ [يونس : 81]

إلى الذين استهوتهم الحرية الليبرالية

إلى الذين استهوتهم الحرية الليبرالية ، وجعلوها مطية للنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ رسول الحرية الحقيقية المتمثلة في الخضوع لرب البريَّة ، والتحرر من شهوات النفس ، وشبهات الهوى ، وخطوات الشيطان :
قال تعالى : 
-------------
1 - (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ ...
2 - ...إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ...
3 - ... وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا ...
4 - ... وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا ...
5 - ... وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة : 40])
فقولوا بربكم ما ذا أنتم فاعلون بعد هذا ؟!
لن تستطيعوا أن تفعلوا أكثر من أن تتلفظوا بألفاظ سوءٍ لن تنال من شرفه صلى الله عليه وسلم ، بل هي دليلٌ على خواء أفكاركم ، وضعف عقولكم ، وتفاهة غاياتكم ، وعبثية أفعالكم وأهدافكم !!!

الأحد، مارس 18، 2012

الليبراليون والدعوة إلى الإصلاح !

لماذا يختزل الليبراليون الإصلاح في :
1)الحرية الفكرية .
2) التسامح في العيش مع الآخر .
3) قضايا المرأة ؛ وتحديدا المساواة بينها وبين الرجل في الحياة الاجتماعية والعمل ، مع أن قضايا الإصلاح كثيرة ، وبعضها أحق بالاهتمام من القضايا التي يدعي الليبراليون الاهتمام بها ؟!.
- ألا يدل هذا على أن هذه المطالب ليست نتاج الواقع الاجتماعي لبلاد الحرمين ؟ 
- وأن ذلك دليل على أن القوم رؤوس أسنة لقوم آخرين ؟ 
- وأنهم ينفذون أهدافا لا تخدم البلد وأهله؟
- وألا يدل تواتر مطالباتهم ،وكثرة مشاغباتهم ، وتعدد وجوههم على أن القوم رجع صدى فقط لصوت آخر؟! 
- وإذا كان الأمر كما ذكرت آنفا ، أفلا يدل ذلك على أن القوم بعيدون كل البعد عن حقيقة الإصلاح ،وأنهم هم المعوقون للإصلاح الحقيقي المطلوب من كل العقلاء ؟!

أهمية العمل (2)

  • فإذا كان العمل من أعمال الآخرة ، فعلى العامل أن يلاحظ فيه شرطه الشرعي ؛ وهو أن يكون 1) مسبوقا بإيمان ٍ صحيح ، 2) ونية صالحة ، 3) وأن يكون العامل متابعا فيه للرسول صلى الله عليه وسلم . 
إن الخطورة في إهمال ملاحظة هذه الشروط في عمل الآخرة تتمثل في : 
(1) أن من عمل بلا إيمان صحيح ، جعل الله عمله يوم القيامة هباء منثورا . قال تعالى : (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً [الفرقان : 23] 
(2) ومن عمل عملا لم يكن خالصا لله ، ولا مريدا به وجه الله سبحانه وتعالى وحده ، تركه الله وشركه . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ ؛ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِى غَيْرِى تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ ». 
(3) ومن لم يكن متابعا للرسول صلى الله عليه وسلم في عبادته ، كان عمله مردودا عليه . عَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ». 
  • وإذا كان العمل مرادا به تحصيل أمر دنيوي ، فعلى العامل أن يلاحظ فيه : 
1)تحصيل النفع لنفسه . 
2) والإحسان إلى الخلق . 
وكل عمل لا يتحقق فيه النفع للنفس ، أو الإحسان للخلق ، فهو عبث ، والعقلاء ينزهون أنفسهم عن العبث . 
إن العمل يخرج به الإنسان من مقتضيات الراحة ، وينفق فيه وقته وجهده ، فإن لم يكن العمل مفيدا للنفس أو للغير ، كان الإنسان متعبا لبدنه ، ومنفقا لوقته فيما لا خير فيه ، وليس ذلك إلا دليل على السفه وقلة العقل ، وأي عبث أعظم من ذلك ؟! 
وتحصيل النفع للنفس يكون بجلب ما فيه مصلحة لها ، ودفع ما فيه مفسدة . 
إن من أعظم النفع للنفس أن يتحقق وجودها واستقلالها ؛ لأن الإنسان إما أن يكون مستقلا بنفسه ، معتمدا على كسبه ، أو تابعا لغيره . 
والاعتماد على النفس يجعل الإنسان قادرا على إدارة شؤون حياته ، واتخاذ قرارته بعيدا عن تأثير الناس فيما يختاره ويرتضيه ، وبالتالي يكون محققا لوجوده على سبيل الاستقلال والحرية ، بعيدا عن أسباب الذلة والخنوع . 
ولذلك فإن على الإنسان أن يختار من الأعمال ، ما يحقق له النفع الذي يستغني به عن غيره . 
فكل ما يعود على النفس بالعلم النافع لها في معاشها ، والترقي في مسارات الحياة ، وعمارة الكون ،فهو من العمل النافع . 
وكل ما يكسب الإنسان قوة في بدنه ، وزيادة في رزقه ، ويجلب الراحة لقلبه وروحه ، فهو من العمل النافع . 
وعلى الإنسان أن يلتفت إلى شرط الشارع في العمل النافع ، وهو : 
1) أن المرجع في تحديد النفع في العمل هو الشرع ؛ فما كان مشروعا ، كان نافعا ، وما كان محظورا كان ضارا ضررا محضا ، أو ضرره يغلب نفعه . 
2) وبناء على ذلك ، فيشترط في العمل الدنيوي المراد تحصيله ، ألا يكون ممنوعا بدليل جزئي (آية أو حديث أو إجماع أو قياس ونحوها) أو كلي ( بأن يكون معارضا لقواعد الشريعة ، أو مقاصدها الكلية ) . 
3) وأن يلتزم فيه بالتوازن ؛ يعني ألا يكون الاشتغال بعمل من أعمال الدنيا على حسب عمل آخر أولى منه . 

أهمية العمل (1)

بالنظر إلى الغاية من الخلق ، والتكليف الشرعي بعمارة الأرض ، فإن الإنسان لا يكون محققا لوجوده إلا بالعمل ، والسعي في مناكب الأرض . ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : " أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن ، وأصدقها حارث وهمام " ؛ لأن العبد في حرث الدنيا أو حرث الآخرة ، ولأنه لا يزال يهم بالشيء بعد الشيء . 
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من العجز؛ لئلا يعجز عما يلزمه فعله من منافع الدين والدنيا . 
وكان يتعوذ من الكسل ؛لأنه دليل على ضعف النية وإيثار الراحة للبدن على التعب،ويبعد عن الأفعال الصالحة للدنيا والآخرة . 
ولكي يكون عملك صحيحا مثمرا يعود عليك بالنفع في الدنيا والآخرة ، فلا بد من ملاحظة الحدود الشرعية فيه ؛أمرا ونهيا . 
والحدود الشرعية تختلف باختلاف الأعمال ؛ لأن العمل : 
(1) إما أن يكون تحصيله عبادة ؛ يعني أن يكون مرادا به تحصيل أمر أخروي 
(2) وإما أن يكون مرادا به تحصيل أمر دنيوي ، فيكون من أعمال العادات والمعاملات .

هل أنت حسن الظن بالله ؟

(1) هل أنت حسن الظن بالله ؟ 
(2) ما معنى حسن الظن بالله ؟
(3) ما فضله ؟
(4) ما ثمرته ؟
(5) ما علامته ؟
أولا : حسن الظن بالله معناه : أن يغلب العبد الرجاء في سعة رحمة الله ، والظفر بعظيم عفوه ، والسلامة من شدة عذابه ، والفوز بما يؤمله من الخير 
والنجاة مما يخشاه من الشر في الدنيا والآخرة .
ثانيا : فضله : 
1 - محبة الله تعالى . قال سفيان الثوري في قوله تعالى : (وَأَحْسِنُوا إنَّ اللّه يُحِبُّ الْمُحْسِنينَ) أي : أحسنوا باللّه تعالى الظنّ.
2 - وقال ابن مسعود: والله الذى لا إله إلا هو ما أعطى عبد مؤمن قط شيئًا خير من حسن الظن بالله. والله الذى لا إله إلا هو لا يحسن عبد الظن إلا أعطاه الله ظنه، وذلك أن الخير فى يديه إلا أعطاه الله ظنه، وذلك أن الخير فى يديه." 
ثالثا : ثمرته :
1 - أنه عبادة . " قال الله عز وجل : عبدي ! أنا عند ظنك بي ، و أنا معك إذا ذكرتني "
2- راحة القلب وسكونه واطمئنانه ؛ لثقته بالله ، وقوة رجائه فيه بتحقيق المطلوب والسلامة من المرهوب .
رابعا: علامته :
الإقبال على الطاعة ، وإتقان العمل ، وعدم تعدي حدود الله قال الحسن البصري: "إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل ، وإن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل" .
وقال الخطابي: (إنما يحسن بالله الظن من حسن عمله "

لماذا الحزن ؟!

قد تطرقني الآلام ، وتتعرف على قلبي الأحزان ، ويخرج من حنايا الصدر أنين وآهات .
وقد بفوتني كثير مما أمَّلْتُه ، ويذهب مني شيء مما حصلته . 
وقد يهجرني من أحببت ، ويسيء إلي من إليه أحسنت ، ويغضبني من أرضيت .
وقد يؤذيني مَنْ لم يلحقه مني أذى ، وربما قد وصل إليه مني ما سُرَّ به قلبه ، وارتاحت به نفسه ، وجازاني عليه جزاء سنِمَّار .
ربما يكون كل ذلك قد حصل ،ولكنني حينما أنظر إليه نظرة عاقلٍ مسترشدٍ أجد أنه لا ينال من حظي وجَدِّي ، وحري به ألا يوغر صدري ، ولا يبكي عيني ، ولا يسد منافذ الأمل عني ، لأن ما أصابني قد أنال بسببه أجر الصابرين ، وأدخل به في حيز الذاكرين ، وفي سعة رحمة أرحم الراحمين ، وأصير به في عداد التائبين ، وقد يكون صُرِف به عني ما هو أعظم ضررا ، وأشد ألما .
فلماذا الحزن إذاً؟!
ولمَ البكاء والشكوى ؟!
والأمر كله لله وهو أرحم الراحمين !!

سياسة الشعوب في عالم متغير

لا شك في أن سياسة الدول المعاصرة لا تقوم على المبادئ ولا تنتصر لها ، وإنما يحرك إرادة الدول ويبعث عزائمها ، ويدفعها لاقتحام المخاطر والدخول في أماكن المواجهة والمغالبة ،لا يحملها على ذلك إلا المصالح المادية ؛ كسبا لها وحماية لها . 
وبناء على ذلك فإن الدماء المهراقة ، والأعراض المنتهكة لا تحرك مشاعر دهاقنة السياسة الدولية ، ولا إخال أن من بيدهم الحل والعقد في بلاد المسلمين يجهلون ذلك .ومادام أن الأمر كذلك فكم يؤلمني تصريحات بعض أولئك المسؤولين عما تم الاتفاق عليه في المفاوضات الجارية أو التي جرت وستجري مع الدول التي تعارض نصر إخوتنا في سوريا الذين اجتمعت عليهم آلة القتل والحقد الطائفي.
إن تلك المفاوضات لن ينتج عنها إلا الخذلان لإخواننا في سوريا ، وسيُحافظ فيها على مصالح القتلة ، ويُضيَّعُ من خلالها ما سُفك من دماء بريئة ، وانْتُهِك من أعراض مصونة ، واسْتُبِيح من حرمات بغير حق خلال هذه الفتنة التي تولى كبرها عتاة النصيريين والصفويين ومن ناصرهم ووالاهم من أصحاب المصالح المادية الذين لا يألون المسلمين خبالا ، ولا يريدون بهم إلا ما يعنتهم ويشق عليهم .

هل تعرف مقدار النعمة التي أنت فيها ؟!

حينما يمن الله سبحانه وتعالى عليك فتصبح وتمسي مؤمنا ، فتلك نعمة عظيمة جليلة تستدعي منك الاعتراف بها ، وتستوجب منك شكر الله عليها .
أتدري لماذا ؟
لأنك لم تكن ممن غير دينه في صباح أو مساء ، ولو تأملت هذا الحديث لعرفت معنى هذه النعمة .
عن أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ؛ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا ، أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ».
وبما أنك لم تكن ممن غير دينه وباعه بعرض من الدنيا ، فعليك بهذا الذكر شكرا لله واعترافا بفضله .
عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من قال حين يصبح أو يمسى : اللهم ! إني أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك ، وأشهد من في السماوات ومن في الأرض : أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك . من قالها مرة ، اعتق الله ثلثه من النار ، ومن قالها مرتين ، أعتق الله ثلثيه من النار ، ومن قالها ثلاثا ،أعتق الله كله من النار "

الجمعة، مارس 09، 2012

أيها الليبراليون ! تعالوا إلى كلمة سواء !!

قال الله تعالى : 
1 ) (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) [المائدة : 3]
2) (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ )[الأنعام : 38]
3) (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل : 89]
4) (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ )[الإسراء : 9]
5) وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أِنَّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- َقَالَ : « َقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ» 
6) وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ النَّاسَ فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ :« يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ ».
هذه نصوص الوحي بين أدينا ، وقد علمنا من دين الله بالضرورة أن الإسلام هوالاستسلام لله والانقياد له بالطاعة، قال الله تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء: 65].، وبناء على ذلك فإن على الليبراليين من أبناء المسلمين أن يسلموا بأحد أمرين :
1) أن يسلموا بأن الإسلام دين كامل قد أتى بكل ما تحتاج إليه البشرية لمعاشها ومعادها بحسب دلالة النصوص .
2) أو أن الإسلام ناقص ، وأن الليبرالية قد أتت بما ليس في دين الإسلام مما تحتاج إليه البشرية لمعاشها !
فإن اختاروا الأولى فليكفوا عن التبشير بالليبرالية ، وإن اختاروا الثانية ، فليكفوا عن ادعاء الإسلام !

سلم الصعود

حينما يكون سلم الصعود ، وبوابة الشهرة ، النيل من ثوابت الأمة الإسلامية ، ونقلة دينها ، وحملة شريعتها ، فذاك ولا شك دليل على وجود أمرٌ أعظم من مجرد وجود رويبضة يريد أن يشتهر ، أو أن يعبر بحرية عما يعتقد .
ولذلك فإن واجب العقلاء والمفكرين والعالمين من أبناء الأمة الإسلامية بذل الجهود لرد العدوان ، والتركيز على خلفيات المشهد ، وفضح الأسس التي قامت عليها دعوات التشكيك والتشويه ومنطلقاتها ، والباعثين لها ، والواقفين خلفها . 
وعدم الوقوف عند أعيان الظواهر الصوتية والاشتغال برد هذيانهم وزورهم وبهتانهم .
ويجب أن تكون تلك الجهود مبنية على أسس شرعية ، ومناهج علمية ، وخطط منظمة حتى لا تتكرر الجهود ، وتتوارد الهمم على بعض الجوانب دون بعض ، وحتى تقل مساحة الاختلاف ، وتؤتي الجهود ثمراتها .

من ابتغى الوصول

من ابتغى الوصول إلى الله ، سهل عليه الطريق ، ووضح السبيل ، واستبان له الحق .ومن رام تعليل النفس استفتى في دين الله مَنْ ييسر له ما تهواه نفسه .

وكيف لا تجد ذلك ؟!!

القيوم اسم من أسماء الله الحسنى جاء ذكره في قوله سبحانه وتعالى (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )
ومعنى "القيوم" : القائم برزق ما خلق ، وحفظه .
فتأمل هذه النعمة الكبرى ، والمنة العظمى من الله عليك :
1) فهو سبحانه مَنْ يرزقك ، وهو الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر .
2) وهو سبحانه الذي يحفظك ويحميك ، ويدافع عنك ، فلا يصل إليك أذى من مخلوق إلا ما أذن الله به ابتلاء وامتحانا .
اقرأ هذه الآية دائما ، تدبر معناها ، واعتقد بما دلت عليه يقينا ، فستجدنَّ راحة في نفسك ، واطمئنانا في قلبك ، وانشراحا في صدرك ، وأمانا في حياتك . 
وكيف لا تجد ذلك ؟!! وأنت معتمد في رزقك وحفظك على قوي عزيز ، وحكيم عليم ، لا يذل من احتمى به ولا يخاف ، ولا يفتقر من سأله واستغنى به! . 
إن اعتقاد مدلول هذه الآية يبعث في النفس الاستعلاء والعزة والشمم ، ويحملها على عدم الخضوع لمخلوق مهما بلغ من القوة ، وأسباب التمكين .

الخميس، مارس 08، 2012

لمـــــــاذا ؟

أعجب كثيرا من أننا نعرف عيوب واقعنا ، ومعوقات انطلاقتنا الحضارية ، وأننا نملك العلاج لتلك العيوب ، ونقدر على إزالة تلك المعوقات ، ولدينا العقول المفكرة ، والنفوس المخلصة ، والأيدي القادرة على البناء والعمل ، ومع ذلك ما زلنا في مؤخرة الأمم نعاني ويلات التخلف .

استقامة السلوك

قال ابن رجب : " صلاح حركات العبد بجوارحه ، واجتنابه للمحرمات واتقاءه للشبهات بحسب صلاح حركة قلبه .
فإن كان قلبه سليما ، ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يحبه الله ، وخشية الله وخشية الوقوع فيما يكرهه ، صلحت حركات الجوارح كلها ، ونشأ عن ذلك اجتناب المحرمات كلها ، وتوقي للشبهات حذرا من الوقوع في المحرمات .
وإن كان القلب فاسدا ، قد استولى عليه اتباع هواه ، وطلب ما يحبه ، ولو كرهه الله ، فسدت حركات الجوارح كلها ، وانبعثت إلى كل المعاصي والمشتبهات بحسب اتباع هوى القلب ".

استيفاء الحقوق

هناك من يتقن فن استيفاء الحقوق ،ويستوفي منها النقير والقطمير ،ولكنه لا يعرف ذلك الفن إلا عند استيفاء حقوقه هو ، أما حقوق غيره ، فيتقن مع أصحابها فن التطفيف !،ويعمد إلى تضييع كثير منها بالجدل بالباطل ، والمراوغة المقيتة ، والخروج عن مسارب الحق .

المس بالثوابت

حينما تُمس ثوابت الدين تحت مسمى الحراك الثقافي ، فلا مجال للكف عن الفعل الواجب بحجة أن لكل إنسان حرية إبداء رأيه والدفاع عنه.
فإذا تقاعس المسؤولون عن القيام بواجب التصدي للأفاكين الخارجين عن ثوابت الدين ، وحرمات المجتمع ، فلا ينتظرون سلاما من أهل الغيرة على الثوابت والحرمات ، ولا يتساءلون عن أسباب حدتهم ، وقوة رد فعلهم ، وشدة بأسهم ، والارتكان إلى القوة في الحاضر وهن في المستقبل .

الحراسة من عوامل الهدم

إن حراسة المجتمع المسلم من عوامل الهدم ، وغوائل الفساد منوطة بالمكلفين من أفراد المجتمع وهيئاته ؛ مع اختلاف في درجات التكليف ؛ فمنهم من يجب عليه عينا ، ومنهم من يجب عليه وجوبا كفائيا ، ومنهم من يجب عليه التغيير ولو باليد ، ومنهم لا يغير بغير اللسان .
والتغيير باللسان يكون بالنصح والتوجيه بالحسنى ، والتعاون مع الجهات المكلفة من ولي الأمر بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ويجب على كل المكلفين في المجتمع المسلم إنكار المنكر بالقلب ، وكراهته وعدم الرضا به ، فمن لم يكن كذلك فهو آثم .
وحينما نقول إن النهي عن المنكر يقوم به كل مكلف في المجتمع المسلم على اختلاف درجات التكليف به ، مع ملاحظة مدى الحق في استعمال الوسائل المختلفة لتغيير المنكر ؛ إننا حينما نقول ذلك فإنه يكون من العدوان ، والصد عن ذكر الله منع محتسب عن النهي عن المنكر مادام أنه ملتزم بشرط التغيير ، ولم يتعد في استعمال الوسيلة للتغيير .

أمننا الفكري

لا يتحقق أمننا الفكري ما لم تكن مكونات أصالتنا من الدين والأخلاق والثقافة ونظمنا المنبثقة من عقيدتنا في أمن من التعدي عليها بالتغيير والانتقاص

احذر !

أعمال الجوارح دليل على ما في القلب من زيادة الإيمان ونقصه .
فتعظيم الله في القلب ومحبته تظهر على الجوارح استسلاما وانقيادا له سبحانه وتعالى ؛ طاعة لأمره ،واجتنابا لنهيه ؛ فلا يقول الإنسان ، ولا يعمل إلا ما يرضي الله .
وبقدر نقص الإيمان في القلب تنقص الطاعات وتكثر المعاصي .
وإذا كثرت المعاصي خرج الإنسان من دائرة الإيمان إلى دائرة الإسلام .

الغيرة على النفس

الغيرة على النفس تُحدِثُ في الإنسان عزة تحمله على الأنفة من الإهتضام وتدفعه إلى نيل المكارم ، والترفع عن السيئات ، وصون الحرمات ، والبعد عن مواطن الزلل ، ومواقع التهم ، وأماكن الشبهات .
فإذا رأيت من لا تنهض همته إلى المعالي ، ولا يهتم بما فاته من المكارم ،ولا يلتفت إلى الحال التي يكون عليها ، ولا تتحرك حميته عند التعرض للمهانة ، فاعلم أنه فاقد للغيرة .

أخلاء الضلال !

قال الشنقيطي في " أضواء البيان " : ( ذكر جل وعلا أن أخلاء الضلال من شياطين الإنس والجن ، يضلون أخلاءهم عن الذكر بعد إذ جاءهم في أكثر من آية ؛ كقوله تعالى : { وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون } [ الأعراف : 202 ] وقوله تعالى : { وقيضنا لهم قرنآء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم } [ فصلت : 25 ] الآية ، وقوله تعالى : { ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس } [ الأنعام : 128 ] الآية ، وقوله تعالى : { وقالوا ربنآ إنآ أطعنا سادتنا وكبرآءنا فأضلونا السبيلا }

إياك والحسد !

فإن الحسد حمل إبليس على عصيان الخالق ، فأُخْرِج بذلك من الجنة .
والحسد حمل عبد الله بن أبيٍّ بن سلول على النفاق ، فكان من أهل الدرك الأسفل من النار 
والحسد يجعلك تحمل الغلَّ على أخيك المسلم ، وتبغضه ، وتكره صيرورة الخير إليه ، وتتجرأ على التجسس عليه ، وذكره بما يكره في غيبته (تغتابه )، وتسعى بالنميمة عليه ، وفي كلّ ذلك أنت لا تضر إلا نفسك ، فإنك مأزور غير مأجور ، ومن تبغضه تجري عليه الحسنات بسببك وهو جالس في بيته . وأعظم من ذلك أن الله قد يعافيه ويبتليك ويفضحك .

سؤال ؟

سؤال : من أنا ؟ ولماذا وُجِدتُ في هذه الحياة الدنيا ؟ وأين المصير ؟
--------------
جواب : 
-------
1 - أنا عبدٌ .
2 - ووجدت لأعبد الله بما شرع وكما أراد سبحانه .
3 - ومرجعي ومصيري إلى الله ليجازيني بما عملت في هذه الحياة الدنيا من خير أو شر .
------
اسأل نفسك : 
--------------
كيف هو واقعك الذي تعيشه ؟ هل هو متفق ومنسجم مع هذه الأسئلة وأجوبتها ؟!

شرف الشيطان !

لو أن شرف الإنسان يعظم بقدر إلحاقه الأذى بغيره لكان أعظم الناس شرفا أكثرهم شبها للشيطان في أقواله وأفعاله وأحواله .
إن الشيطان يرانا من حيث لا نراه ، ويؤذينا من حيث لا نعلم ، ومع ذلك فإن الله يراه ؛ لأن استحقاقه للعقوبة مبناه على الأذى الذي يلحقه بالناس ، لا على مدى القدرة على رؤيته . 
وبناء على ذلك فإن الإنسان الذي يؤذي المؤمنين وهم لا يرونه ، ومن حيث لا يعلمون لن يسلموا من سوء عاقبة أفعالهم إن لم يتداركهم الله برحمته ، ويرجعوا إلى جادة الطريق ؛ لأن الله بهم عليم ، وبما يفعلون خبير .!! 
إن الشيطان مرجوم ملعون مطرود من الجنة ، محروم من رحمة ربه ، فهل آن لمن يتشبه به ، ويسير سيرته في أذية عباد الله أن يستيقن أنه على ضلال ، وأنه على خطر عظيم ؟! .

القلم الناصح

القلم الناصح كمِبْضع الجراح ، قد يؤلم ولكنَّ إحداث الألم ليس قصدا له ، بل القصد إصلاح الحال ، وإقامة الاعوجاج ، وتقويم الخلل .
إننا حينما نظر إلى صورة فعل الطبيب الجراح نجد أنه قد يكون في غاية الشناعة ، ويوحي بالقسوة ؛ فإنه قد يقطع عضوا من جسم المريض ، أو يشق بطنه أو صدره ، وقد يستعمل المنشار لقطع عظم جمجمته ، ويعري سوءته ، ولكن صورة ذلك الفعل البشعة لا تنسينا فضل ذلك الطبيب ، ولا تمنعنا من رفع الأكف بالدعاء له ، والعفو عن بعض أخطائه ، والتجاوز عن هفواته . وذلك لمعرفتنا بأن ذلك الطبيب إنما يهدف إلى نفع المريض ، وكشف علته ، والوصول على علاجها وإراحته من ألآمها .
وكذلك الكاتب الناصح يعري مواطن الخلل، ويكشف سوءات الواقع ، ويُبرزُ سلبياتٍ مخفيةً ، وأحوالا مزريةً ، وقد يتضرر من فعله بعض أصحاب الشأن ، ولكنَّ ذلك إنما يكون بقصد إصلاح الخلل ، وتسديد الجهد ، وتكميل النقص ، ونفع العباد ، والتعاون على عمارة الأرض على نهج السداد .
ولذلك فإن من الواجب مراعاة الأهداف النبيلة ، والغايات المحمودة لأصحاب الأقلام الناصحة عند وقوعهم في الهفوات ، وحصول الأخطاء منهم .

صدقُ الانتماء

صدقُ الانتماء يُثْمِرُ : قوة الحب ، وعمق العلاقة ،ودوام التواصل ، والإيثار على النفس ،واهتمام الإنسان بأمر مَنْ ينتمي إليهم ، والحرص على مصالحهم ، والتألم لما يصيبهم ، والفرح بما يسعدهم ، فإن لم يُرَ شيء من ذلك على تصرفات الإنسان وأحواله ، فاعلم أنه مدعٍ ، والدعاوى بغير بينة كاذبة . وينقص من تلك الثمرات بقدر ما ينقص من قوة الشعور بالانتماء .

ليتهم يعلمون !

قد لا يأتيك من أناسٍ حولك ما يفرح به قلبك ، وقد ترى منهم ما لا تقرُّ به عينك ، وقد يصل إليك منهم ما يسوؤك ، ويبلغك منهم ما يتعبك . 
ومع ذلك فإنك تتألم لأجلهم ، وتهتم لحالهم ، وتحزن لما تعلم من أخبارهم ، وتسعى جاهدا لانتشالهم من الهوة السحيقة التي وقعوا فيها ، وتنقذههم من الهوى الذي أرداهم في وادي الضلال السحيق . 
تفعل ذلك استجابة لأمر الحق ، وقياما بواجب النصح ، لا رغبة في ما عند أولئك القوم ، ولا رجاء لخيرهم ، ولا طلبا لهواهم .

منبع الجمال

الجمال ينبع من داخل النفس الإنسانية ؛ فإذا ما كان الإنسان مرتاح النفس ، مطمئن القلب ، بعيدا عن المنغصات رأى الجمال في كلٍّ شيءٍ حوله .
وإذا ما افتقد السكون والاطمئنان شاه كلُّ وجهٍ في نظره ،وقبُحَ كل جميلٍ في دار السعي والعمل .
ولذلك فإن العاقل مَنْ يعمل على مباشرة أسباب الرضا والراحة والاطمئنان ، ويبذل الوسائل لنيلها ، ليحي في سلام ووئام مع كل مكونات العالم الذي يعيش فيه .

سكون الآهات

سكون الآهات في أعماق النفس ، لا يضمن السيطرة الدائمة عليها ، وعدم خروجها من تلك الأعماق وانفجارها كبركان خامل نشط فجأة فأخذ يقذف بالحمم المدمرة لكل ما حوله .

حدود العقل

قال الشاطبي ( رحمه الله ) : " إنَّ اللهَ جعل للعقول في إدراكها حداً تنتهي إليه لا تتعداه، ولم يجعل لها سبيلاً إلى الإدراك في كل مطلوب، ولو كانت كذلك لاستوت مع الباري تعالى في إدراك جميع ما كان وما يكون وما لا يكون إذ لو كان كيف كان يكون؟ " 
وقال ابن العربي : " إن الزعم بأن العقل قادر قدرة مطلقة علی إدراك أو تحصيل جميع المعلومات دعوة حمقاء لا تقوم علی سوق ، إذا إنه ليس لنا أن ندعي أن له مکانا في الإدراك يتيح له أن يحيط بکل شيء بمفرده واستقلاله ، بل إن العقل متواضع ومحدود في مجال إدراکه "

أي إبداع هذا ؟!

يقول عبده خال : " إن التعليم ضد الحرية ؛ كونه يطبعك بطابعه ، ويقيد تفكيرك بما يجب ولا يجب . ولذلك هو سجن ، بينما العلم يكون محفزا للحرية والانطلاق" 
-----------
وأنا أقول : إن المخلوقات كلها – والليبراليون شرها - محكومة بقانون الخلق ، وما دام أنها مخلوقة ، فحريتها مقيدة بما فطرها عليه موجدها ، خاضعة لسننه في الخلق ، لا تستطيع أن تنفك عن ذلك .
فالليبراليون والوجوديون الذين ينطلقون من فلسفة أن الذات الإنسانية لا تثبت وجودها إلا بالإبداع المتحرر من كل قيد ، كاذبون في دعواهم ، متناقضون مع حقيقة ذواتهم .
إننا حينما نعلم أن عبده خال يعيش في الممكلة العربية السعودية ، وفي مجتمع مسلم نستيقن حقيقة دعوة هذا الرجل ، وندرك مَنْ هو ؟ وماذا يريد ؟ وماذا يقصد بالحرية والسجن ؟!
إن مؤدى الحرية في نظر عبد خال وممن سار على نهجه تعني الانفلات من تكاليف الشرع ، والتحرر من القيام بالأعمال التي تحقق الغاية من الخلق ، والخضوع لشهوات الفرج والبطن ، والانطلاق خلف شبهات العقل المفضية إلى إنكار الخالق أو الشك في وجوده .!!
وإذا عُرف معنى الحرية عنده تبين لنا أنه يعني بالسجن الدين الإسلامي الحق !!

التطرف!

إذا كنا نشكو من التطرف في جانبه الغالي، وتعاظم خطره، وشدة أثره على البلاد والعباد، فإن التطرف في جانب التفريط لا يقل خطره عن التطرف الآخر، والفرق بينهما أن تدمير الأول لكيان المجتمع ظاهر وسريع، وتدمير الثاني له بطيء وعميق.
وهو ما يستدعي من أولي الأمر، وأهل العلم، وأصحاب الأقلام، وقادة الرأي أن يهبوا يدًا واحدة لدفع غائلة الشر عن المجتمعات الإسلامية، وحفظ مكوناتها من التفكك والفوضى، وتدارك الأمر قبل فوات الأوا

الأربعاء، فبراير 22، 2012

هل من وقفة تأملٍ قبل فوات الأوان ؟

1 - مسكين والله ! من يرتد عن الإسلام ؛ لأن الدولة التي يعيش فيها لا تقيم العدل بين مواطنيها ، ولا تصون كرامة الإنسان !!
2 - مسكين من يرتد عن الإسلام ؛ لأن الدولة تمنع الإصدارات الفكرية بينما هو يحب القراءة في الكتب الفكرية !!
2 - مسكين من يرتد عن الإسلام ؛ لأن الدولة لا تقيم العقوبات ( جز العنق بالسيف )إلا على الفقراء !!
3 - مسكين من يرتد عن الإسلام ؛ لأنه كان يعيش تحت حكم إسلامي ، ولكنه وجد أن تلك الدولة لا تطبق الإسلام في ذلك المجتمع إلا لتذليل الأغلبية الكبيرة لحكم أقلية صغيرة ؛ وليوفر حماية لهذه الأقلية ويقمع الأكثرية ويمنعها من نيل العدالة ، والسعي لتغيير كل وضع ظالم بشكل لا يحدث في مجتمع آخر .
4 - مسكين من يرتد عن الإسلام ؛ لا نه لا يوجد في بلده ممثلون للشعب في البرلمانات ؛ فلا توجد أحزاب ، أو نقابات .
5 - لقد خرج من بلده إلى بلد عربي مجاورلبلده ---- كيف لو خرج لبلد غير عربي بماذا سيخرج علينا ؟!!--- لينعم بالحرية ، ويكسب ثقافة جديدة ، فلما وصل إلى ذلك البلد اكتشف بما وضع الله في فؤاده من نور اهتدى به للحق أن تلك الظواهر في بلده ليست من الله الحقيقي !! ، فتعرف في ذلك البلد على السيد المسيح !!.
------------------
وهنا عدة أسئلة :
-------------------

1 - لماذا لم يتعرف ذلك المرتد بالنور الذي وضعه الله في فؤاده إلا على السيد المسيح ؟!بينما تعاليم السيد المسيح تقول " أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله " !!
2 - إن هذا المرتد عن دين الإسلام يقول : إنه ترك الإسلام ؛ لأنه لم ير في تجليات تطبيق شريعته إلا الظلم وعدم العدل ! ، بينما الدين الذي انتقل إليه ليس له شريعة تظهر تجليات تطبيقها في واقع الحياة ؟!!
3 - وهل قدم ذلك الإنسان بردته عن الدين الحق نفعا لنفسه ومجتمعه ، وقام بالسعي لتغيير كل وضع ظالم في بلده ؟!
4 - ومادام أن الأمر كذلك ، أفلم يكن من الواجب عليه أن يعطي لله ما لله ،ويبقى على دينه ، وينكر ظلم الدولة ما استطاع ، ولو بقلبه ، ويصبر عليه حتى يأتي الله بالفرج ؟!، لا أن يمتنع عن القيام بالحق الواجب لله الحق .
-------------
إن هذه الدعاوى من هذه المرتد لتدل على :
1 - أن شبابنا في خطر ؛ لضحالة تفكيرهم وقلة علمهم ، ولأنهم مستهدفون في دينهم وعقيدتهم ووطنهم .
2 - أن في ابتعاث الشباب المسلم إلى بلاد لا تدين بدين الإسلام ، ولا تحتكم إلى شريعته خطرا عظيما يكاد يعصف بالبلاد والعباد .
فهل من وقفة تأملٍ قبل فوات الأوان ؟

حال الليبراليين اليوم !

تناقض في الأقوال ، وتهافت في الحجج ، وفجور في الخصومة ، ومراوغة في المواقف ، وقول على الله ورسوله بلا علم . هذه حال الليبراليين اليوم

لماذا الآن ؟

لماذا الآن هذه الهجمة الشرسة على المبعوث رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا تنطلق من بلدي المملكة العربية السعودية ؟! سؤال يحق على العقلاء في بلدي أن يطرحوه .
بلدي شريعتها الإسلام ، ودستورها الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، وبها قبلة المسلمين ، وهي منطلق الرسالة ومأرز الإيمان ، كل هذه الخصائص يمتاز بها بلدي عما سواه من البلدان ومع هذا يخرج منها أغيلمة سفهاء يستهزئون بأقدس شخصية ، وأعظم شخصية ، وأحب إنسان إلى الأمة الإسلامية
وقد تزامن مع هذه الحملة ذلك الفساد الذي انبعثت رائحته من مهرجان الجنادرية ، وكل ذلك يكون في بلد الإسلام ، وينتشر في أصقاع المعمورة في وقت واحد ، بل ويظهر في الوقت الذي يعيش فيه جزء من وطننا فتنة طائفية يقوم بها أناس مأجورون خدمة لأهداف أطراف دولية ،بل وفي وقت يعيش فيه بعض بلاد المسلمين أحداثا مأساوية ، وتحولات تاريخية ، ومطالبات بالعودة إلى ثوابت الأمة ومكونات أصالتها ، والتخلص من الأنظمة الموالية لأعداء الأمة ، تلك الأنظمة التي رهنت مقدرات الأمة لنزواتها وشهواتها ، وعملت على سلب الأمة هويتها ،فهل يعني اختيار هذا التوقيت لشن هذه الحملة على خير البرية إظهار الدولة بمظهر المحارب لله ورسوله صلى الله عليه سلم ودينه من أجل إيغار صدور مواطنيها ودفعهم للخروج عليها وتقويض بنيانها ، وتأليب الرأي الإسلامي عليها ، وإحداث الفتنة بين مكونات المجتمع ليسهل على هذه الشرذمة تفتيت وحدتهم والوصول إلى غاياتهم؟!
ومعنى هذا أن هؤلاء الأغيلمة لا يعدو أمرهم أن يكونوا حميرا لغيرهم، مركوبين لأطراف أخرى لا تريد الخير بالبلاد والعباد . وهي أطراف لم تعد خافية ، وأهدافها معلنة . 
فهل من يقظة تجتث الفتنة من جذورها ، وتعيد الأمور إلى أصولها ، ونرفع راية الحق وتزهق الباطل ؟أم أننا سنبقى نداري ونماري ونتتبع الرخص ونقدم حسن النية ونترك الغربان تنعب بيننا ، والكلاب تنهش أعراضنا،والذئاب تفترس ثوابتنا ، وتقطع أوصالنا وكأننا أمة لا روح بها ، ولا غيرة عندها ، ولا ثوابت لها ، ولا عزيز عليها؟! وهل سنبقى نراعي من لا يألوننا خبالا ، ولا يريدون بنا خيرا ، ولا يحفظون لنا حرمة ، ولا يرعون فينا إلا ولا ذمة ؟

فرج الله قريب !

كلما تكاثرت الأحداث المؤلمة ، وتتابعت النوازل المنغصة على مَنْ استوطنت قلبه الهموم ، وملأته الأحزان ، وعلق رجاءه بمولاه ، وتوجه إليه ، واعتمد عليه ، فإن ذلك لا يزيده إلا إيمانا ويقينا بأن فرج الله قريب . قال تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران : 173] ، وقال : (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً [الأحزاب : 22] ، وقال : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) ، 
كملت فلما استحكمت حلقاتها ... فرجت وكنت أظنها لا تفرج

الاثنين، فبراير 20، 2012

ردا على الملبسين ( 2) !!

نُشِر على الرابط أعلاه شريط فيديو بعنوان " بين أبي حنيفة و حمزة كشغري " للدفاع عن حمزة كشغري ، وجاء فيه ما أورده الإمام عبد الله ابن أحمد عن أبي حنيفة أنه قال : « لو أدركني النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أدركته لأخذ بكثير مني ومن قولي وهل الدين إلا الرأي »
____________

وللرد على هذا الكلام أقول :
---------------------------
أولا : أن الحجة في نصوص الوحي وليس في أقوال الرجال مهما علت منزلتهم في العلم .
ثانيا : لا يشك عاقل في أن إيراد هذا الكلام لبيان أن حمزة كشغري مسبوق بقول العبارات الأدبية التي قد يدل ظاهرها على ما لم يرده قائلها ، هو من باب اللدد في الخصومة ،وخروج بالنقاش عن موضوعه . وهو دليل على أن فاعل ذلك لا يريد الحق .
ثالثا : أن هذا الكلام لا يمكن أن يصح عن أبي حنيفة وذلك لأمور ؛ منها :
1 - أن أبا حنيفة من أئمة الإسلام ، وقد صح عنه أنه قال : " لعن الله من يخالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، به أكرمنا الله ، وبه استنقذنا." وقال : " إذا صح الحديث فهو مذهبي" ، فهل يصح عقلا أن يصدر ذلك القول القبيح من هذا الإمام ؟!.
2 - أنه لو صدر ذلك الكلام من أبي حنيفة لانتقده أئمة الإسلام وردوا عليه وفندوا قوله . قال عبد الله بن داود : كان بالكوفة علي والحسن ابنا صالح بن حي وهما من الورع بالمكان الذي لم يكن مثله وأبو حنيفة يفتي بحضرتهما "
3 - أن أبا حنيفة رجل محسود ، ولا يبعد أن يقول عنه حاسدوه ما لم يقله من باب التشنيع . قال الفضل بن موسى السيناني : إن أبا حنيفة جاءهم بما يعقلونه وبما لا يعقلونه من العلم ، ولم يترك لهم شيئا ، فحسدوه." وقال ابن عبد البر : " كان محسودا لفهمه "
قيل لنعيم بن حماد ما أشد ازراءهم على أبي حنيفة ، فقال : إنما يُنْقَم على أبي حنيفة ما حدثنا عنه أبو عصمة قال : سمعت أبا حنيفة يقول : ما جاءنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلناه على الرأس والعينين ، وما جاءنا عن أصحابه رحمهم الله اخترنا منه ولم نخرج عن قولهم ، وما جاءنا عن التابعين فهم رجال ونحن رجال وأما غير ذلك فلا تسمع التشنيع "
4 - أن علماء قد الإسلام أثنوا على أبي حنيفة . 
قال يزيد بن هارون: ما رأيت أورع ولا أعقل من أبي حنيفة. وقال عيسى بن يونس : لا تتكلمن في أبي حنيفة بسوء ، ولا تصدقن أحدا يسيء القول فيه ، فإني والله ما رأيت أفضل منه ، ولا أورع منه ، ولا أفقه منه."
وقال الذهبي في ( العبر ) : " كان من أذكياء بني آدم، جمع الفقه والعبادة والورع والسخاء. وكان لا يقبل جوائز الدولة بن ينفق ويؤثر من كسبه. " أ – هـ بتصرف 
وقال في " طبقات الحفاظ " : " أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي الكوفي فقيه أهل العراق وإمام أصحاب الرأي .
قال ابن معين: كان ثقة لا يحدث من الحديث إلا بما يحفظه ولا يحدث بما لا يحفظه.
وقال ابن المبارك: ما رأيت في الفقه مثله.
وقال مكي بن إبراهيم: كان أعلم أهل زمانه وما رأيت في الكوفيين أورع منه.
وقال الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.
وسئل يزيد بن هارون: أيما أفقه أبو حنيفة أو سفيان؟ فقال: سفيان أحفظ للحديث وأبو حنيفة أفقه.
وأكره أبو حنيفة على القضاء فأبى أن يكون قاضيا وكان يحيى الليل صلاةً ودعاءً وتضرعاً." أ – هـ بتصرف

ردا على الملبسين ( 1) !!

نُشِر على هذا الرابط http://www.free-hamza.com/?page_id=11 شريط فديو بعنوان " بين أبي حنيفة و حمزة كاشغري " للدفاع عن حمزة كشغري ، وجاء في مقدمته أن " الرموز في كل ديانة لها مكانتها الخاصة التي تفرض على الجميع احترامها ؛ سواء كانت حقا أو باطلا "
ولا شك في أن فيما ذُكِرَ خلطا واضحا ، وتنزيلا للدليل في غير محله .
وبيان ذلك في الوقفات التالية :
1. الوقفة الأولى :
الدين إما أن يكون حقا ، وإما أن يكون باطلا .
وليس هناك اليوم دين حق سوى دين الإسلام . وهو اسم لكل دين نزل به كتاب ، وجاء به نبي من عند الله وبما أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء ، فدينه آخر الأديان السماوية، وهو دين الإسلام الحق ، وما سواه مما جاء به نبي فمنسوخ ، وما لم يأت به نبي فباطل ولا ريب .
2. الوقفة الثانية :
الرموز الدينية تبع للدين الذي تنسب إليه .
وإذ قد تبين أن كل دين سوى دين الإسلام إما منسوخ وإما باطل ، فالرموز الدينية تبع للدين الذي تنسب إليه.
فإن كانت تلك الرموز تنسب إلى دين رباني المصدر ، فلا شك أن دين الإسلام يحترمها ، ويعظمها .
ولذلك كان الإيمان بالأنبياء السابقين ، والكتب المنزلة عليهم ، والدين الذي جاءوا به ركنا من أركان الإيمان
أما إذا كانت تلك الرموز تنسب إلى دين باطل ، فلا شك أن الإسلام لا يعظمها ولا يحترمها . بل جاءت الأدلة من الكتاب والسنة لتبين ضعف تلك الرموز ومهانتها ، وضلال معظميها .
ويكفي من ذلك ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم بأصنام قريش يوم الفتح ، وهو يتلوا قوله تعالى : ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الإسراء:81)
3. الوقفة الثالثة :
علة النهي عن سب آلهة الكفار :
لا شك أن في سب آلهة الكفار الذين لا يؤمنون بالله عز وجل مصلحة شرعية ؛ لأن في ذلك إظهارا لمهانتها وضعفها ، واحتقارا لها ، إلا أن تلك المصلحة تقابلها مفسدة أعظم ؛ وهي أن يقوم الكفار بسب الله سبحانه وتعالى . ولذلك نهى المولى عز وجل عن سب تلك الآلهة .
وذلك النهي لا يدل على احترام الإسلام لتلك الآلهة ، بل الغاية منه تعظيم الله سبحانه وتعالى .
وإذا لم يحترم الإسلام آلهة الكفار الذين لا يؤمنون بالله ، وهي أعظم الرموز الدينية عند أهلها ، فما سواها من الرموز أهون أمرا ، وأقل شأنا .
4. الوقفة الرابعة :
الرموز الدينية كلمة عامة تحتاج إلى تخصيص
إن تعميم القول بأن الإسلام يحترم الرموز الدينية بغير استثناء أمر خطير يفتح باب الشر على مصراعيه .
فما من أتباع دين إلا وسيدعون إلى احترام ما يعظمون ، مما يؤدي إلى ترك الدعوة إلى دين الإسلام ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وأعظم من ذلك أن يترك المبتدعة في دين الله من غير نكير ، وأن يسمح لهم بتعظيم ما يشاءون بحجة أنه رمز ديني ؛ لأنه إذا احترم الإسلام رموز الأديان الأخرى ، فأولى به أن يحترم الرموز التي تنسب إليه .
ولا شك أن في هذا فتنة عن الحق ، وصدا عن السبيل القويم .

عند ذلك تخسر ذاتك !

تخسر ذاتك ، ويتوقف قطار طموحك ، وتقضي على كل جميل في حياتك حينما تُسَلِّم زمام قيادة نفسك إلى الهموم والأحزان ، وتجعلها حكما على اختياراتك وقراراتك .

الأحد، فبراير 19، 2012

الشهرة !

الشهرة ليست مطلب العاملين للآخرة قطعا 
وليست مطلب العقلاء على كل حال 
ومن طلبها بأي ثمن فهو مجنون . 
فهذا أبو رغال مشهور حتى بعد ؛ لأنه دل أبرهة على الطريق ليهدم الكعبة حتى أنزله بالمغمس، فلما نزله مات أبو رغالٍ، فرجمت العرب قبره، فهو القبر الذي يرجم .

وإنما نفعل ذلك تغليبا للأمل !

لا يخلو قلبُ مُدْرِكٍ من همٍّ ، ولا نفسُ عاقلٍ من تعب ، ولا عقلُ ذي نهىً من فكر ، ولكننا حينما نبتسم في وجه من نحب ، ونضحك مع من يؤنسنا وجوده ، ويرتاح القلب لحضوره ، فإنما نفعل ذلك تغليبا للأمل ، وترويضا للنفس على الصبر ، وحملا لها على النسيان .

عذرا أحبتي !!

حينما أوجه كلمات النصح، وأدل على الرشد ، فلا يعني ذلك أني أدعي الكمال، وبلوغ الرشد ، بل قد تكون غاية نصحي أن تسلم من النقص الذي لحقني ، والأذى الذي أدركني نتيجة خطا وقعت فيه ، أو تقصير لم أسلم من تبعاته .

السبت، فبراير 18، 2012

المعركة الخاسرة !

كل معركة يُحارب فيها الله ورسوله - صلى الله عليه سلم - هي معركة معلومة النهاية ، عاقبتها الخسران . ومن يخوضها مهزوم قطعا ، ولو أمده كل من في الأرض بأسباب القوة ، ومادة البقاء . 
إن الحرب التي يقوم بها أهل الشهوات والشبهات على دعاة الحق ، وحماة الفضيلة ، وسالكي طريق الاستقامة هي حرب على الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - . 
وهي حرب على دين الله وشرعه ، وإن تدثرت بشعارات الحرية ، والثورة على الظلم ، والخروج على الطغاة . 
و هي حرب على الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- وإن ادعوا أنها حرب على الرجعيين والظلاميين ودعاة الانغلاق على الذات وهجر الانفتاح على الآخر ، رافعي شعار الكراهية وعدم التسامح الذين يسيرون بعكس التاريخ ؛ وهي الأوصاف التي يطلقها المحاربون لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم - على أهل البر والتقى والصلاح والغيرة على دين الله . 
قد يخيل للمحاربين لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم – في مرحلة من مراحل المعركة أنهم انتصروا على أعدائهم ، ونجحوا في مساعيهم ، وحققوا أهدافهم ، فيفرحون بذلك ويتراقصون طربا ، ويشربون أنخاب النصر ، ولكنهم في الواقع يحلمون ، وما حسبوه نصرا لا يعدو أن يكون خيالَ مَنْ غلبته السكرة ، لأنهم عن النصر لمحجوبون ، وفي حفرة العار والهزيمة لواقعون ، ولكن الله يمد لهم في الغي مدا ، حتى تقوم عليهم الحجة ، فإذا أخذهم ، أخذهم أخذ عزيز مقتدر .

الجمعة، فبراير 17، 2012

محامي المطلوب حمزة كاشغري يطالب بمثوله أمام وزارة الإعلام !

أبدى محام رغبته اليوم الثلاثاء في مثول الكاتب حمزة كشغري المتهم بالردة على خلفية رسائل اعتبرت مسيئة للنبي محمد والذات الإلهية أمام وزارة الإعلام. وقال المحامي السعودي عبد الرحمن اللاحم لوكالة فرانس برس أن "إستراتيجيتنا في الدفاع تعتمد على نقطتين الأولى : جهة الاختصاص فوزارة الإعلام هي صاحبة الولاية حيث أن القضية ترتبط بمحتوى الكتروني تحت نظام المطبوعات والنشر". http://www.aleqt.com/2012/02/14/article_626677.html
------------------------- 
أولا : كيف يسوغ للمحامي المسلم أن يجعل الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم مجرد قضية ترتبط بمحتوى الكتروني تحت نظام المطبوعات والنشر" 
ثانيا : هذه الكلام يوهم بأن وزارة الإعلام ستحكم في قضية كشغري بغير شريعة الله تبارك وتعالى ، بينما نصت المادة (7) من النظام السياسي للحكم على أنه " يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله ، وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة " ، فإذا كان الحكم سيكون مستمدا من الكتاب والسنة ، فلماذا يفرق المحامي من المحاكم الشرعية ، ويفرح بالمحاكمة أمام وزارة الإعلام ؟!. 
ثالثا : إذا كان نظام المطبوعات والنشر مخالفا للكتاب والسنة فهو نظام باطل ، ولا يجوز الحكم به . جاء في المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم " المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم " ونصت المادة (7) منه على أنه " يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله ، وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة " 
رابعا : إن المطالبة بمحاكمة كشغري أمام وزارة الإعلام فيها اساءة للمملكة العربية السعودية ، واتهام لها أمام الرأي العام الإسلامي – داخليا وخارجيا - بالنفاق ؛ إذ كيف تُقرُّ التحاكم إلى نظام لا يستند في نصوصه إلى الكتاب والسنة ، بينما نظامها الأساسي ينص على أنه " يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله ، وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة " ؟!! 
خامسا : إن هذه المراوغة من الليبراليين ومن دعاة أن" هناك مرونة كبيرة في التعامل مع المساس بالمقدسات في الأعمال الأدبية " ،تستدعي من ولي الأمر الحزم والحسم ، والمسارعة إلى توحيد جهات التقاضي للقضاء على الازدواجية ؛ لأن ذلك أدعى للعدل والمساواة . وقد نصت المادة (8) من النظام الأساسي للحكم على أنه : " يقوم الحكم في المملكة العربية السعودية على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية " 
سادسا : هل مطالبة الليبراليين بمحاكمة كشغري يصدق عليها قول الله تعالى (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ (48) وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) ، وقوله تعالى : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً [النساء : 61] ؟!! 




الخميس، فبراير 16، 2012

من خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة (2)

أنها ذات حدود ومعالم . ولذلك فإن الدين عند أهل السنة والجماعة دين معلوم الحقائق والمعالم ، منضبط الحدود والشرائع . 
وحدود الإسلام وشرائعه ، وأخلاقه ومبادئه ليست خاضعة للهوى ، موضوعة بالتشهي ،بل هي معيار الحق ،وعنوان الطهر ، وشعار الزكاء والاستقامة على اختلاف الأمكنة والأزمان ؛ لأن واضعها ومشرعها هو الله العليم الحكيم ؛ يعلم مصالح العباد وما يجلبها ، والمفاسد وما يدفعها (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك : 14]) 
ولذلك نجد أن أهل الأهواء يبذلون جهودهم ، وينفقون أموالهم ، ويستعينون بإخوانهم - شياطين الإنس والجن- ويجلبون بخيلهم ورجلهم من أجل تشكيك المسلمين في عقيدتهم ، وتضييع معالمها ، وتمييع حدودها .

هكذا هم !!

انظر إلى مَنْ حول أصحابِ الولايات العامة ، فإن كانوا من أهل الصلاح ، والقوة ، والأمانة ، فاعلم أن الله أراد بذلك الوالي خيرا . وإن كانوا بطانةَ سوءٍ؛ لا صلاح ،ولا أمانة ، ولا قوة ، ولا انتماء لهوية الأمة ، فاعلم أن الله أراد بذلك الوالي شرا ! ، وأنهم يخون بعضهم بعضا في الدنيا ، ويوم القيامة يلعن بعضهم من بعض .

الأربعاء، فبراير 15، 2012

حتى لا تكون من الهالكين !


حينما تكلم الكشغري بما تكلم به في ذات الله ، ومقام نبيه صلى الله عليه وسلم كثر الكلام وارتفعت الأصوات ، وخاض الناس في أمره . 
وقد تبدَّى لي من خلال متابعة بعض الردود والتعليقات على ما كتب هنا أو في " تويتر" أن بعض الناس قد هوَّن من شناعة فعل شاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحاول أن يجد له المخارج والرخص . وقد أتى بكلام لم يستند فيه إلى شرع ، ولم يكن فيه مقتفيا لأهل العلم ، وإنما كان مستنده في ذلك أحد أمرين :
• إما العقل 
• وإما العاطفة 
وكل ذلك لا يُغني من الحق شيئا . 
ولذلك سطرت الكلام أدناه بلاغا ونصيحة .
---------------------------------------------------------
1 – لا تقف ما ليس لك به علم (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء : 36]
2 - لا تقل على الله بغير علم فترتكب أعظم ذنب عُصي به الله سبحانه وتعالى : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف : 33]
3 – تكلم بعلم أو اسكت . عن أبي وائل عن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه ارتقى الصفا ، فأخذ بلسانه ن فقال : يا لسان ! قل خيرا تغنم ، واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم . ثم قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : أكثر خطإ ابن آدم في لسانه " 
4 – لا تتكلم في مسائل الدين إن لم تكن من العالمين بدين الله وشرعه برأي ولا قول . وإنما فرضك سؤال أهل العلم ، واتباعهم ، ونقل كلامهم ، فلا تهلك نفسك بالخوض في تلك المسائل ، ودع الكلام لأهل الذكر (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النحل : 43]
واحذر أن تستحق دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم . عَنْ جَابِرٍ قَالَ خَرَجْنَا فِى سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلاً مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِى رَأْسِهِ ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ هَلْ تَجِدُونَ لِى رُخْصَةً فِى التَّيَمُّمِ فَقَالُوا مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ « قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَلاَّ سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِىِّ السُّؤَالُ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ وَيَعْصِرَ ». أَوْ « يَعْصِبَ ». شَكَّ مُوسَى « عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ ».

الثلاثاء، فبراير 14، 2012

اقرأ الايات وكرر قراءتها

من هداية القرآن :
------------------
قال تعالى : (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ (5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6)
-----------------------
اقرأ الايات وكرر قراءتها ثم تحسس أثرها على قلبك ونفسك وجوارحك ، وأطلق لعقلك الخيال ، ولروحك التحليق في معاني هذه الآيات . وهذه بعض من تلك المعاني التي تجلت لي :
----------------------------------
1 – إذا دهمتك الخطوب ، وخشيت أن ينال منك جهول ظلوم ، فقل حسبي الله ونعم الوكيل ، فلن يستطيع أحد أن يُلحق بك أذى ؛ لأنك لجأت واحتميت با( العزيز ) الذي لا يعجزه شيء، وهو على كل شيء قدير 
2 – ارض بكل ما قدره الله عليك ؛ وقسمه لك ؛ فإنه تقدير مبنيٌ على علم من أحاط علمه بكل شيء ، (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) وحكمة (الْحَكِيمُ ) الذي يضع الأشياء في محالها .
3 – ثق أن كل حسنةٍ فعلتها ، وكل سيئةٍ كسبتها ، معلومةٌ لخالقك ومولاك ؛ سواء عملتها في سرٍ أو علانيةٍ (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) .
4 – كل شيء إلى الله مرجعه ومآله ، فيجازي كل عامل بما عمل دون حيف ولا ظلم (وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ) ، وسينصرك الله على كلِّ من آذاك ، وسيؤخذ لك منه حقك ، علمت به أو لم تعلم . وسيأخذ الله منك لكل من ألحقت به مظلمةً مظلمته .
5 – احذر من أن تدعي بلسانك ، وتُظهِر على جوارك ما ليس في قلبك ، فإن حالك لا تخفى على الله (وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) ، ويوشك الله أن يفضحك .

إذا استوطن الرضا قلبك !

إذا استوطن الرضا قلبك بما قسم الله لك ، فلن يكون شعارك إلا القناعة ، ولن يصدر منك إلا ما يعبر عن ذلك الرضا . فلن تندم على شيء فاتك ، ولن يعدو الفرح بشئ حصلته قدره ؛ لمعرفتك بأن ما فاتك تحصيله مما تحب ، وأن ما أصابك من ضر ، ليس دليلا على هوانك على الله ، وأن سلامتك مما تخاف ، وحصولك على ما ترغب فيه ليس دليلا على كرامتك على الله .

الأحد، فبراير 12، 2012

من خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة

أنها عقيدة عملية ؛ فهي ليست عقيدة مستكنة في القلب من غير أن تظهر آثارها على الجوارح ، بل إنها تحمل الإنسان على العمل بشريعة الله سبحانه تعالى أمرا ونهيا ، والنصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولأئمة المسلمين وعامتهم ، والاهتمام بأمور المسلمين، ونصرتهم، وموالاتهم، وأداء حقوقهم، وكفُّ الأذى عنهم، مع دوام الدعاء لهم ، والإحسان إلى الناس والرحمة بهم ، وحسن الخلق مع الخلق كافة .

هذه مكانتك ووظيفتك !


من خصائص العقيدة الإسلامية أنها تحدد مركز الإنسان في الكون ووظيفته .
فالإنسان في ميزان عقيدة الطائفة المنصورة ؛ عقيدة أهل السنة والجماعة ، مخلوق ؛ خلقه الله بيده تكريما له ليقوم بعبادة خالقه وعمارة الأرض كما أراد الله سبحانه وتعالى .
ولذلك فإن واجب الإنسان هو الاستسلام المطلق لأمر الله وشرعه ؛ سواء أكان ذلك فيما يتعلق بالعبادة ، أو بعمارة الأرض .
فليس من حق الإنسان أن يقف موقف المعترض على أمر الله وخلقه . فليس له إلا أن يمتثل قول المولى تبارك وتعالى : (فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)
ليس من حق الإنسان أن يسأل لماذا فعل الله هذا أو لماذا لم يفعل هكذا ؟ لماذا يرفع قوما لا يستحقون الرفع ويضع من هم أكرم وأعز؟ لماذا يعطي قوما ويمنع آخرين ؟ لماذا لا ينصر قوما ويهزم آخرين ؟
إن هذه الأسئلة تتنافى مع مقام العبودية والاستسلام ، ويضع الإنسان بها نفسه في مقام الرقيب على خلق الله وأمره ، ومحاكمته على إرادته وخلقه وشرعه . 
إن هذه المنزلة التي يضع الإنسان نفسه فيها ، ويرفع مقامه إليها ، لا تمثل فسقا وخروجا على أمر الله فحسب ، بل إنها لتضر الإنسان في الحال والمآل . وتنقله من حال الاستسلام والاطمئنان إلى حال الشك والاضطراب والقلق والعذاب النفسي ، والعصيان ، والخروج عن مقتضى الفطرة والإيمان بالله خالقا آمرا .

السبت، فبراير 11، 2012

بهذا تكون من الصادقين !

الإيمان بالله عز وجل إذا حل في القلوب يحرق كل ميلٍ إلى غير ما يُرضي الله عز وجلَّ . ويُصبِح المؤمن لا يحب إلا ما يُحِبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ويُبغِض ما يبغضه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولو كان أحب شيء إلى نفسه ، وأقرب قريب إلى قلبه .
انظر إلى صنيع عبد الله بن عبد الله بن أبيِّ بن سلول - لما قال أبوه في غزوة بني المصطلق : والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل – فقد أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبَيّ – يعني : أبوه - فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلا فمرني به، فأنا أحمل إليك رأسه. فو الله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبرّ بوالده مني . إني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس، فأقتله، فأقتل مؤمنًا بكافر، فأدخل النار . 
فلما رجعوا إلى المدينة، وقف عبدُ الله بن عبد الله على باب المدينة، واستل سيفه، فجعل الناس يمرون عليه، فلما جاء أبوه عبد الله بن أبي قال له ابنه: وراءك. فقال: ما لك؟ ويلك. فقال: والله لا تجوز من هاهنا حتى يأذنَ لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه العزيز وأنت الذليل.
فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شكا إليه عبد الله بن أبيّ ابنه، فقال ابنه عبد الله: والله يا رسول الله ! لا يدخلها حتى تأذن له. فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أما إذ أذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فَجُز الآن "